responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 28  صفحه : 192
وقوله: * (بالقرآن) * فيه وجوه. الأول: فذكر بما في القرآن واتل عليهم القرآن يحصل لهم بسبب ما فيه المنفعة. الثاني: * (فذكر بالقرآن) * أي بين به أنك رسول لكونه معجزا، وإذا ثبت كونك رسولا لزمهم قبول قولك في جميع ما تقول به. الثالث: المراد فذكر بمقتضى ما في القرآن من الأوامر الواردة بالتبليغ والتذكير، وحينئذ يكون ذكر القرآن لانتفاع النبي صلى الله عليه وسلم به أي اجعل القرآن إمامك، وذكرهم بما أخبرت فيه بأن تذكرهم، وعلى الأول معناه أتل عليهم القرآن ليتذكروا بسببه، وقوله تعالى: * (من يخاف وعيد) * من جملة ما يبين كون الخشية دالة على عظمة المخشي أكثر مما يدل عليه الخوف، حيث قال: * (يخاف) * عندما جعل المخوف عذاب ووعيده، وقال: * (اخشوني) * (البقرة: 150) عندما جعل المخوف نفسه العظيم، وفي هذه الآية إشارة إلى الأصول الثلاثة، وقوله: * (وذكر) * إشارة إلى أنه مرسل مأمور بالتذكير منزل عليه القرآن حيث قال: * (بالقرآن) * وقوله: * (وعيد) * إشارة إلى اليوم الآخر وضمير المتكلم في قوله: * (وعيد) * يدل على الوحدانية، فإنه لو قال من يخاف وعيد الله كان يذهب وهم الله إلى كل صوب فلذا قال: * (وعيد) * والمتكلم أعرف المعارف وأبعد عن الإشراك به وقبول الاشتراك فيه، وقد بينا في أول السورة أن أول السورة وآخرها متقاربان في المعنى حيث قال في الأول: * (ق. والقرآن المجيد) * (ق: 1) وقال في آخرها: * (فذكر بالقرآن) *.
وهذا آخر تفسير هذه السورة والحمد لله رب العالمين، وصلاته على خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد النبي وآله وصحبه وأزواجه وذريته أجمعين.
*


نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 28  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست