responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 28  صفحه : 191
وهو ظاهر في التهديد، وهذا حينئذ كقوله تعالى: * (ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور) * (الزمر: 7). ثالثها تقرير الحشر وذلك لأنه لما بين أن الحشر عليه يسير لكمال قدرته ونفوذ إرادته ولكن تمام ذلك بالعلم الشامل حتى يميز بين جزء بدنين جزء بدن زيد وجزء بدن عمرو فقال: * (ذلك حشر علينا يسير) * لكمال قدرتنا، ولا يخفى علينا الأجزاء لمكان علمنا، وعلى هذا فقوله: * (نحن أعلم بما يقولون) * معناه نحن نعلم عين ما يقولون في قولهم * (أئذا متنا وكنا ترابا) * (المؤمنون: 82) * (أئذا ضللنا في الأرض) * (السجدة: 10) فيقول: نحن نعلم الأجزاء التي يقولون فيها إنها ضالة وخفية ولا يكون المراد نحن نعلم وقولهم في الأول جاز أن تكون ما مصدرية فيكون المراد من قوله: * (بما يقولون) * أي قولهم، وفي الوجه الآخر تكون خبرية، وعلى هذا الدليل فلا يصح قوله: * (نحن أعلم) * إذ لا عالم بتلك الأجزاء سواه حتى يقول: * (نحن أعلم) * نقول قد علم الجواب عنه مرارا من وجوه:
أحدها: أن أفعل لا يقتضي الاشتراك في أصل الفعل كما في قوله تعالى: * (والله أحق أن تخشاه) * (الأحزاب: 37) وفي قوله تعالى: * (أحسن نديا) * (
مريم: 77)، وفي قوله: * (وهو أهون عليه) * (الروم: 27) (.
ثانيها: معناه نحن أعلم بما يقولون من كل عالم بما يعلمه، والأول أصح وأظهر وأوضح وأشهر وقوله: * (وما أنت عليهم بجبار) * فيه وجوه: أحدها: أن للتسلية أيضا، وذلك لأنه لما من عليه بالإقبال على الشغل الأخروي وهو العبادة أخبر بأنه لم يصرف عن الشغل الآخر وهو البعث، كما أن الملك إذا أمر بعض عبيده بشغلين فظهر عجزه في أحدهما: يقول له أقبل على الشغل الآخر ومنهما ونحن نبعث من يقدر على الذي عجزت عن منهما، فقال: * (اصبر. وسبح، وما أنت... بجبار) * أي فما كان امتناعهم بسبب تجبر منك أو تكبر فاشمأزوا من سوء خلقك، بل كنت بهم رؤوفا وعليهم عطوفا وبالغت وبلغت وامتنعوا فأقبل على الصبر والتسبيح غير مصروف عن الشغل الأول بسبب جبروتك، وهذا في معنى قوله تعالى: * (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) * إلى أن قال: * (وإنك لعلى خلق عظيم) * (القلم: 2 - 4)، ثانيها: هو بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بما عليه من الهداية، وذلك لأنه أرسله منذرا وهاديا لا ملجأ ومجبرا، وهذا كما في قوله تعالى: * (فما أرسلناك عليهم حفيظا) * (الشورى: 18) أي تحفظهم من الكفر والنار، وقوله: * (وما أنت عليهم) * في معنى قول القائل: اليوم فلان علينا، في جواب من يقول: من عليكم اليوم؟ أي من الوالي عليكم. ثالثها: هو بيان لعدم وقت نزول العذاب بعد، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أنذر وأعذر وأظهر لم يؤمنوا كان يقول إن هذا وقت العذاب، فقال: نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بمسلط فذكر بعذابي إن لم يؤمنوا من بقي منهم ممن تعلم أنه يؤمن ثم تسلط، ويؤيد هذا قول المفسرين أن الآية نزلت قبل نزول آية القتال، وعلى هذا فقوله: * (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) * أي من بقي منهم ممن يخاف يوم الوعيد، وفيه وجوه أخر. أحدها: أنا بينا في أحد الوجوه أن قوله تعالى: * (فاصبر على ما يقولون وسبح) * (ق: 39) معناه أقبل على العبادة، ثم قال: ولا تترك الهداية بالكلية بل وذكر المؤمنين * (فإن الذكرى تنفع المؤمنين) * (الذاريات: 55) * (وأعرض عن الجاهلين) * (الأعراف: 199)


نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 28  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست