responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 24  صفحه : 21
فكيف يصح أن يقول في جميعهم * (وما أولئك بالمؤمنين) * مع أن الذي تولى منهم هو البعض؟ قلنا إن قوله: * (وما أولئك بالمؤمنين) * راجع إلى الذين تولوا لا إلى الجملة الأولى، وأيضا فلو رجع إلى الأول يصح ويكون معنى قوله: * (ثم يتولى فريق منهم) * أي يرجع هذا الفريق إلى الباقين منهم فيظهر بعضهم لبعض الرجوع عما أظهروه، ثم بين سبحانه أنهم إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون، وهذا ترك للرضا بحكم الرسول، ونبه بقوله تعالى: * (وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين) * على أنهم إنما يعرضون متى عرفوا الحق لغيرهم أوشكوا فأما إذا عرفوه لأنفسهم عدلوا عن الإعراض بل سارعوا إلى الحكم وأذعنوا ببذل الرضا، وفي ذلك دلالة على أنه ليس بهم اتباع الحق، وإنما يريدون النفع المعجل، وذلك أيضا نفاق.
أما قوله تعالى: * (أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله) * ففيه سؤالات:
السؤال الأول: كلمة (أم) للاستفهام وهو غير جائز على الله تعالى والجواب: اللفظ استفهام ومعناه الخبر كما قال جرير: ألستم خير من ركب المطايا * (وأندى العالمين بطون راح)
السؤال الثاني: أنهم لو خافوا أن يحيف الله عليهم فقد ارتابوا في الدين وإذ ارتابوا ففي قلوبهم مرض، فالكل واحد، فأي فائدة في التعديد؟ الجواب: قوله: * (أفي قلوبهم مرض) * إشارة إلى النفاق وقوله: * (أم ارتابوا) * إشارة إلى أنه حدث هذا الشك والريب بعد تقرير الإسلام في القلب، وقوله: * (أم يخافون أن يحيف الله عليهم) * إشارة إلى أنهم بلغوا في حب الدنيا إلى حيث يتركون الدين بسببه.
السؤال الثالث: هب أن هذه الثلاثة متغايرة ولكنها متلازمة فكيف أدخل عليها كلمة (أم)؟ الجواب: الأقرب أنه تعالى ذمهم على كل واحد من هذه الأوصاف فكان في قلوبهم مرض وهو النفاق، وكان فيها شك وارتياب، وكانوا يخافون الحيف من الرسول عليه الصلاة والسلام وكل واحد من ذلك كفر ونفاق، ثم بين تعالى بقوله: * (بل أولئك هم الظالمون) * بطلان ما هم عليه لأن الظلم يتناول كل معصية كما قال تعالى: * (إن الشرك لظلم عظيم) * إذ المرء لا يخلو من أن يكون ظالما لنفسه أو ظالما لغيره، ويمكن أن يقال أيضا لما ذكر تعالى في الأقسام كونهم خائفين من الحيف، أبطل ذلك بقوله: * (بل أولئك هم الظالمون) * أي لا يخافون أن يحيف الرسول عليه الصلاة والسلام عليهم لمعرفتهم بأمانته وصيانته وإنما هم ظالمون يريدون أن يظلموا من له الحق عليهم وهم له جحود، وذلك شيء لا يستطيعونه في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يأبون المحاكمة إليه.


نام کتاب : تفسير الرازي نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 24  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست