responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 61


بليغا وذلك بأن يجمع ثلاثة أوصاف صوابا في موضوع لغته وطبقا للمعنى المقصود به وصدقا في نفسه ومتى اخترم وصف من ذلك كان ناقصا في البلاغة . والثاني : أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له وهو أن يقصد القائل أمرا فيرده على وجه حقيق أن يقبله المقول له ، وقوله تعالى : ( وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) يصح حمله على المعنيين وقول من قال معناه قل لهم إن أظهرتم ما في أنفسكم قتلتم ، وقول من قال خوفهم بمكاره تنزل بهم ، فإشارة إلى بعض ما يقتضيه عموم اللفظ والبلغة ما يتبلغ به من العيش .
بلى : يقال بلى الثوب بلى وبلاء أي خلق ومنه لمن قيل سافر بلاه سفر أي أبلاه السفر وبلوته اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له ، وقرئ : ( هنا لك نبلو كل نفس ما أسلفت ) أي نعرف حقيقة ما عملت ، ولذلك قيل أبليت فلانا إذا اختبرته ، وسمى الغم بلاء من حيث إنه يبلى الجسم ، قال تعالى :
( وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم - ولنبلونكم بشئ من الخوف ) الآية ، وقال عز وجل : ( إن هذا لهو البلاء المبين ) وسمى التكليف بلاء من أوجه : أحدها أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان فصارت من هذا الوجه بلاء والثاني أنها اختبارات ولهذا قال الله عز وجل : ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ) والثالث أن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا وتارة بالمضار ليصبروا فصارت المحنة والمنحة جميعا بلاء ، فالمحنة مقتضية للصبر والمنحة مقتضية للشكر ، والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر ، فصارت المنحة أعظم البلائين وبهذا النظر قال عمر : بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر ، ولهذا قال أمير المؤمنين :
من وسع عليه دنياه فلم يعلم أنه قد مكر به فهو مخدوع عن عقله ، وقال تعالى : ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة - وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ) وقوله عز وجل ( وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم ) راجع إلى الامرين ، إلى المحنة التي في قوله عز وجل ( يذبحون أبناء كم ويستحيون نساءكم ) وإلى المنحة التي أنجاهم وكذلك قوله تعالى : ( وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين ) راجع إلى الامرين كما وصف كتابه بقوله : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) وإذا قيل ابتلى فلان كذا وأبلاه فذلك يتضمن أمرين : أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من أمره . والثاني ظهور جودته ورداءته . وربما قصد به الأمران وربما يقصد به أحدهما ، فإذا قيل في الله تعالى بلا كذا أو أبلاه فليس المراد منه إلا ظهور جودته ورداءته دون التعرف لحاله والوقوف على ما يجهل من

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست