responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 515


واحد اثنان ، وإما لمبدأ الخط كقولك النقطة الواحدة . والوحدة في كلها عارضة ، وإذا وصف الله تعالى بالواحد فمعناه هو الذي لا يصح عليه التجزي ولا التكثر ، ولصعوبة هذه الوحدة قال تعالى : ( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ) ، والوحد المفرد ويوصف به غير الله تعالى ، كقول الشاعر :
* على مستأنس وحد * وأحد مطلقا لا يوصف به غير الله تعالى وقد تقدم فيما مضى ، ويقال فلان لا واحد له ، كقولك هو نسيج وحده ، وفى الذم يقال هو عيير وحده وجحيش وحده ، وإذا أريد ذم أقل من ذلك قيل رجيل وحده .
وحش : الوحش خلاف الانس وتسمى الحيوانات التي لا أنس لها بالإنس وحشا وجمعه وحوش ، قال ( وإذا الوحوش حشرت ) ، والمكان الذي لا أنس فيه وحش ، يقال لقيته بوحش أصمت أي ببلد قفر ، وبات فلان وحشا إذا لم يكن في جوفه طعام وجمعه أوحاش وأرض موحشة من الوحش ، ويسمى المنسوب إلى المكان الوحش وحشيا ، وعبر بالوحشي عن الجانب الذي يضاد الإنسي ، والإنسي هو ما يقبل منهما على الانسان ، وعلى هذا وحشى القوس وإنسيه .
وحى : أصل الوحي الإشارة السريعة ولتضمن السرعة قيل أمر وحى وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض ، وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب وبإشارة ببعض الجوارح ، وبالكتابة ، وقد حمل على ذلك قوله تعالى عن زكريا ( فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ) فقد قيل رمز وقيل اعتبار وقيل كتب ، وعلى هذه الوجوه قوله ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) وقوله ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ) فذلك بالوسواس المشار إليه بقوله ( من شر الوسواس الخناس ) وبقوله عليه الصلاة والسلام " وإن للشيطان لمة الخير " ويقال للكلمة الإلهية التي تلقى إلى أنبيائه وأوليائه وحى وذلك أضرب حسبما دل عليه قوله ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا - إلى قوله - بإذنه ما يشاء ) وذلك إما برسول مشاهد ترى ذاته ويسمع كلامه كتبليغ جبريل عليه السلام للنبي في صورة معينة ، وإما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى كلام الله ، وإما بالقاء في الروع كما ذكر عليه الصلاة والسلام " إن روح القدس نفث في روعي " ، وإما بإلهام نحو ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) وإما بتسخير نحو قوله ( وأوحى ربك إلى النحل ) أو بمنام كما قال عليه الصلاة والسلام

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست