responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن الكريم نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 223

منهاجاً لجميع المسلمين، فكيف يمكن أن تصدر هذه الاَقسام من اللّه سبحانه وتجوز عليه ولاتجوز على غيره؟ ويكون عين التوحيد تارةً ونفس الشرك أُخرى مع وحدة ماهية العمل وحقيقته.

إنّ الغاية من حلفه سبحانه بمخلوقاته تتردد بين الدعوة إلى التدبر في خلقه والسنن المكنونة في وجوده كما هو الحال في أكثر اقساماته وبين اظهاره كرامته وجلالته عند اللّه كما هو الحال في الحلف بعمر النبي الاَكرم صلّى الله عليه و آله و سلّم .

هذا بالنسبة إلى كتاب اللّه تعالى.

وأمّا السنّة الشريفة فقد روى مسلم في صحيحه أنّه: جاء رجل إلى النبي فقال: يارسول اللّه أيُّ الصدقة أعظم أجراً؟ فقال: أما وَأبيك لَتُنَبَّأنَّهُ، أن تصدَّق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر [1]

فقد حلف رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم بأبي السائل قائلاً «وأبيك».

وروي أيضاً أنّه جاء رجل إلى رسول اللّه من أهل نجد يسأل عن الاِسلام؟ فقال رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم : «خمس صلوات في اليوم والليلة»، فقال: هل عليَّ غيرهنِّ؟ قال: «لا إلاّ أن تطّوع، وصيام شهر رمضان»، فقال: هل عليّ غيره؟ قال: «لا إلاّ أن تطّوع»، وذكر له رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم الزكاة فقال: وهل عليَّ غيره؟ قال: «لا، إلاّ أن تطّوع»، فأدبر الرجل وهو يقول: واللّه لاأزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول اللّه صلّى الله عليه و آله و سلّم : «أفلح وأبيه إن صدق» أو «دخل الجنة وأبيه إن صدق» [2]

وفي حديث آخر في مسند الاِمام أحمد بن حنبل أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم قال: «فلعمري لئن تكلّمُ بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن تسكت» [3]


[1]صحيح مسلم: 3|94.

[2]صحيح مسلم : 1|31 ـ 32، باب ما هو الاسلام وبيان خصاله.

[3]مسند أحمد بن حنبل: 5|225، وراجع أيضاً مسنـد أحمـد: 5|212، سنن ابن ماجه:4|995 و 1 |225.
نام کتاب : التوحيد والشرك في القرآن الكريم نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست