ثم تبين أن أقل
مدة الحمل وكمال مدة الرضاع ثلاثون شهرا ، فنبه بتلك الآية
على ما يستحقه الوالدان من حيث أنهما يكفلانه ويربيانه.
(باب)
(في
ذكر ملك الايمان)
قال الله تعالى
« والذين هم لفروجهم حافظون * الا على أزواجهم أو
ما
ملكت أيمانهم » [١].
اعلم أن الإماء
يستباح وطؤهن بإحدى ثلاثة أشياء : العقد عليهن بأذن أهلهن ،
وبتحليل مالكهن الرجل من وطئهن واباحته له وان لم يكن هناك عقد ، وبأن
يملكهن فيستبيح وطأهن بملك الايمان.
وانما يملكهن بوجوه
معلومة من الشرى والهبة والإرث والسبي. ولا بأس
أن يجمع الرجل بين أختين في الملك لكنه لا يجمع بينهما في الوطئ ، لان
حكم الجمع بينهما في الوطئ حكم الجمع بينهما في العقد ، فمتى ملك أختين
ووطئ منهما واحدة لم يجز له وطئ الأخرى حتى تخرج تلك من ملكه بالبيع
أو الهبة أو غيرهما.
ويجوز أن يملك أمة
وأمها ، فمتى وطئ إحداهما حرمت الأخرى عليه أبدا.
وقوله تعالى «
قد علمنا ما
فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم »
[٢]
قد تكلمنا عليه من قبل ، وكذلك في قوله تعالى «
انا أحللنا
لك أزواجك اللاتي
آتيت أجورهن وما ملكت يمينك » [٣].
وملك اليمين في
الآيات المراد به الإماء ، لان الذكور من المماليك لا خلاف