ولو اعمل الأول
لقال ( فوفاه غريمه ) ، والاستدلال بقوله ( ممطول معنى
غريمها ) أولى ، لان قوله ( عزة ) مبتدأ و ( ممطول ) خبره و ( معنى ) كذلك ،
وكل واحد منهما فعل للغريم ، فلا يجوز رفعه بممطول ، فيبقى ( معنى ) وقد جرى
خبرا على عزة ، وهو فعل لغيرها ، فيجب ابراز ضميره.
فأما من قال :
ان قوله ( وأرجلكم ) منصوبة بتقدير واغسلوا أرجلكم كما قال :
متقلدا سيفا
ورمحا
وعلفتها تبنا
وماءا باردا
فقد أخطأ أيضا
، لان ذلك انما يجوز إذا استحال حمله على ما في اللفظ ،
فأما إذا جاز حمله على ما في اللفظ فلا يجوز هذا التقدير.
(
فصل )
وقد ذكرنا من
قبل ان قوله ( وأرجلكم ) بالنصب معطوف على موضع
( برؤوسكم ) لان موضعها النصب ، والعطف على الموضع جائز حسن كما
يجوز
على اللفظ ، لا فرق بينهما عند العرب في الحسن ، لأنهم يقولون ( لست بقائم ولا
قاعدا ) أو ( لا قاعد ) و ( ان زيدا في الدار
وعمرو ) ، فرفع عمرو بالعطف على الموضع ،
كما نصب قاعدا لأنه معطوف على محل بقائم. قال الشاعر :