وفسر العالم عليهالسلام هذه الأصناف الثمانية فقال : الفقراء الذين لا يسألون
لقوله تعالى في سورة البقرة ( للفقراء الذين أحصروا
في سبيل الله )[١] الآية ، والمساكين
هم أهل الزمانات منهم الرجال والنساء والصبيان ، والعاملين عليها هم السعاة
في أخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها ، والمؤلفة قلوبهم [ قال هم
قوم وحدوا الله ولم يدخل قلوبهم ] [٢] ان محمدا رسول الله فكان عليهالسلام يتألفهم
فجعل لهم نصيبا بأمر الله لكي يعرفوا ويرغبوا ، وفى الرقاب قوم لزمتهم كفارات
في قتل الخطأ وفى الظهار وفى الايمان وفى قتل الصيد في الحرم وليس عندهم ما
يكفرون به وهم مؤمنون [٣].
وقال بعض
العلماء : جعل الله الزكوات لامرين : أحدهما سد خلة ، والاخر
تقوية ومعونة لعز الاسلام. واستدل لذلك على أن المؤلفة قلوبهم في كل زمان ،
والغارمين الذين ركبتهم الديون في مباح أو طاعة ، وفى سبيل الله الجهاد وجميع
مصالح المؤمنين ، وابن السبيل المسافر المنقطع به والضيف.
[٣]وسائل الشيعة ٦
/ ١٤٥ ـ ١٤٦ مع اختلاف واختصار ، وقد أسقط المؤلف ذيل الحديث
فلم يكمل تفسير الأصناف ، وبقية الحديث هكذا : والغارمين قوم قد وقعت عليهم ديون
أنفقوها
في طاعة الله من غير اسراف فيجب على الامام أن يقضى عنهم ويفكهم من مال الصدقات ،
وفى
سبيل الله قوم يخرجون في الجهاد وليس عندهم ما يتقوون به ، أو قوم من المؤمنين ليس
عندهم
ما يحجون به أو في جميع سبل الخير ، فعلى الإمام أن يعطيهم من مال الصدقات حتى
يقووا على
الحج والجهاد ، وابن السبيل أبناء الطريق الذين يكونون في الاسفار في طاعة الله
فيقطع
عليهم ويذهب مالهم فعلى الامام أن يردهم إلى أوطانهم من مال الصدقات.