نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 270
فإن قلت من أين للمدينة طواويس و أين العرب و هذا الطائر حتى يقول 1أمير المؤمنين ع أحيلك من ذلك على معاينة لا سيما و هو يعني السفاد و رؤية ذلك لمن تكثر الطواويس في داره و يطول مكثها عنده نادرة .
قلت لم يشاهد 1أمير المؤمنين ع الطواويس بالمدينة بل بالكوفة و كانت يومئذ تجبى إليها ثَمَرََاتُ كُلِّ شَيْءٍ و تأتي إليها هدايا الملوك من الآفاق و رؤية المسافدة مع وجود الذكر و الأنثى غير مستبعدة (1) - .
و اعلم أن قوما زعموا أن الذكر تدمع عينه فتقف الدمعة بين أجفانه فتأتي الأنثى فتطعمها فتلقح من تلك الدمعة و 1أمير المؤمنين ع لم يحل ذلك و لكنه قال ليس بأعجب من مطاعمة الغراب و العرب تزعم أن الغراب لا يسفد و من أمثالهم أخفى من سفاد الغراب فيزعمون أن اللقاح من مطاعمة الذكر و الأنثى منهما و انتقال جزء من الماء الذي في قانصته إليها من منقاره و أما الحكماء فقل أن يصدقوا بذلك على أنهم قد قالوا في كتبهم ما يقرب من هذا قالوا في السمك البياض إن سفاده خفي جدا و إنه لم يظهر ظهورا يعتد به و يحكم بسببه .
هذا لفظ ابن سينا في كتاب الشفاء ثم قال و الناس يقولون إن الإناث تأخذ زرع الذكور في أفواهها إلى بطونها ثم قال و قد شوهدت الإناث منها تتبع الذكور مبتلعة للزرع و أما عند الولادة فإن الذكور تتبع الإناث مبتلعة بيضها .
قال ابن سينا و القبجة تحبلها ريح تهب من ناحية الحجل الذكر و من سماع صوته .
قال و النوع المسمى مالاقيا تتلاصق بأفواهها ثم تتشابك فذاك سفادها (2) - و سمعت
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 270