نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 265
قال عثمان هم أقرباؤك أيضا فقال 1علي لعمري إن رحمهم مني لقريبة و لكن الفضل في غيرهم . [1] فقال عثمان أ فلا تعلم أن عمر ولى معاوية فقد وليته قال 1علي أنشدك الله أ لا تعلم أن معاوية كان أخوف لعمر من يرفأ غلامه له قال بلى قال فإن معاوية يقطع الأمور دونك و يقول للناس هذا بأمر عثمان و أنت تعلم ذلك فلا تعير عليه . ثم قام 1علي فخرج عثمان على أثره فجلس على المنبر فخطب الناس و قال أما بعد فإن لكل شيء آفة و لكل أمر عاهة و إن آفة هذه الأمة و عاهة هذه النعمة عيابون طعانون يرونكم ما تحبون و يسرون عنكم ما تكرهون يقولون لكم و تقولون أمثال النعام يتبع أول ناعق أحب مواردها إليها البعيد لا يشربون إلا نغصا و لا يردون إلا عكرا أما و الله لقد عبتم علي ما أقررتم لابن الخطاب بمثله و لكنه وطئكم برجله و ضربكم بيده و قمعكم بلسانه فدنتم له على ما أحببتم و كرهتم و لنت لكم و أوطأتكم كتفي و كففت يدي و لساني عنكم فاجترأتم علي أما و الله لأنا أقرب ناصرا و أعز نفرا و أكثر عددا و أحرى إن قلت هلم أن يجاب صوتي و لقد أعددت لكم أقرانا و كشرت لكم عن نابي و أخرجتم مني خلقا لم أكن أحسنه و منطقا لم أكن أنطق به فكفوا عني ألسنتكم و طعنكم و عيبكم على ولاتكم فما الذي تفقدون من حقكم و الله ما قصرت عن بلوغ من كان قبلي يبلغ و ما وجدتكم تختلفون عليه فما بالكم .
فقام مروان بن الحكم فقال و إن شئتم حكمنا بيننا و بينكم السيف .
فقال عثمان اسكت لا سكت دعني و أصحابي ما منطقك في هذا أ لم أتقدم [2] إليك ألا تنطق .