نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 257
و استحق به التقدم و الفضل عليهم أجمعين و ذلك لأن الخاصة التي يتميز بها الإنسان عن البهائم هي العقل و العلم أ لا ترى أنه يشاركه غيره من الحيوانات في اللحمية و الدموية و القوة و القدرة و الحركة الكائنة على سبيل الإرادة و الاختيار فليس الامتياز إلا بالقوة الناطقة أي العاقلة العالمة فكلما كان الإنسان أكثر حظا منها كانت إنسانيته أتم و معلوم أن هذا الرجل انفرد بهذا الفن و هو أشرف العلوم لأن معلومه أشرف المعلومات و لم ينقل عن أحد من العرب غيره في هذا الفن حرف واحد و لا كانت أذهانهم تصل إلى هذا و لا يفهمونه بهذا الفن فهو [1] منفرد فيه و بغيره من الفنون و هي العلوم الشرعية مشارك لهم و راجح [2] عليهم فكان أكمل منهم لأنا قد بينا أن الأعلم أدخل في صورة الإنسانية و هذا هو معنى الأفضلية مِنْهَا أَيُّهَا اَلْمَخْلُوقُ اَلسَّوِيُّ وَ اَلْمَنْشَأُ اَلْمَرْعِيُّ فِي ظُلُمَاتِ اَلْأَرْحَامِ وَ مُضَاعَفَاتِ اَلْأَسْتَارِ .