نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 256
فإن قلت إذا كان قوله يتفيأ عليه القمر المنير في موضع جر لأنه صفة غسق فكيف تتعقب الشمس و القمر مع وجود الغسق و هل يمكن اجتماع الشمس و الغسق قلت لا يلزم من تعقب الشمس للقمر ثبوت الغسق .
بل قد يصدق تعقبها له و يكون الغسق معدوما كأنه ع قال لا يخفى على الله حركة في نهار و لا ليل يتفيأ عليه القمر و تعقبه الشمس أي تظهر عقيبه فيزول الغسق بظهورها .
و هذا التفسير الذي فسرناه يقتضي أن يكون حرف الجر و هو في التي في قوله في الكرور متعلقا بمحذوف و يكون موضعه نصبا على الحال أي و تعقبه كارا و آفلا و يدخل تحته أيضا قوله ع علمه بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين و علمه بما في السماوات العلا كعلمه بما في الأرضين السفلى (1) - .
الأصل الثالث أنه تعالى قادر لذاته فكان قادرا على كل الممكنات و يدخل تحته قوله لم يخلق الأشياء من أصول أزلية و لا من أوائل أبدية بل خلق ما خلق فأقام حده و صور ما صور فأحسن صورته و الرد في هذا على أصحاب الهيولى و الطينة التي يزعمون قدمها .
و يدخل تحته قوله ليس لشيء امتناع لأنه متى أراد إيجاد شيء أوجده و يدخل تحته قوله خرت له الجباه أي سجدت و وحدته الشفاه يعني الأفواه فعبر بالجزء عن الكل مجازا و ذلك لأن القادر لذاته هو المستحق للعبادة لخلقه أصول النعم كالحياة و القدرة و الشهوة .
و اعلم أن هذا الفن هو الذي بان به 1أمير المؤمنين ع عن العرب في زمانه قاطبة
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 256