نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 198
و المصيبة العظمى و لم ينسبها إلا إلى عائشة وحدها و لا علق الأمر الواقع إلا بها فدعا عليها في خلواته و بين خواصه و تظلم إلى الله منها و جرى له في تخلفه عن البيعة ما هو مشهور حتى بايع و كان يبلغه و 15فاطمة عنها كل ما يكرهانه منذ مات 14رسول الله ص إلى أن توفيت 15فاطمة و هما صابران على مضض و رمض [1] و استظهرت بولاية أبيها و استطالت و عظم شأنها و انخذل 1علي و 15فاطمة و قهرا و أخذت فدك و خرجت 15فاطمة تجادل في ذلك مرارا فلم تظفر بشيء و في ذلك تبلغها النساء و الداخلات و الخارجات عن عائشة كل كلام يسوؤها و يبلغن عائشة عنها و عن 1بعلها مثل ذلك إلا أنه شتان ما بين الحالين و بعد ما بين الفريقين هذه غالبة و هذه مغلوبة و هذه آمرة و هذه مأمورة و ظهر التشفي و الشماتة و لا شيء أعظم مرارة و مشقة من شماتة العدو .
فقلت له رحمه الله أ فتقول أنت إن عائشة عينت أباها للصلاة و 14رسول الله ص لم يعينه فقال أما أنا فلا أقول ذلك و لكن 1عليا كان يقوله و تكليفي غير تكليفه كان حاضرا و لكم أكن حاضرا فأنا محجوج بالأخبار التي اتصلت بي و هي تتضمن تعيين 14النبي ص لأبي بكر في الصلاة و هو محجوج بما كان قد علمه أو يغلب على ظنه من الحال التي كان حضرها .
قال 15- ثم ماتت 15فاطمة فجاء نساء 14رسول الله ص كلهن إلى بني هاشم في العزاء إلا عائشة فإنها لم تأت و أظهرت مرضا و نقل إلى 1علي ع عنها كلام يدل على السرور . ثم بايع 1علي أباها فسرت بذلك و أظهرت من الاستبشار بتمام البيعة و استقرار