نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 9 صفحه : 134
من منقطع إلى الدنيا لا هم له غيرها راكن مخلد إليها قال الله تعالى وَ لاََ تَرْكَنُوا إِلَى اَلَّذِينَ ظَلَمُوا (1) - [1]أو مفارق للدين مباين[2] مزايل .
فإن قلت أي فرق بين الرجلين و هل يكون المنقطع إلى الدنيا إلا مفارقا للدين قلت قد يكون في أهل الضلال من هو مفارق للدين مباين و ليس براكن إلى الدنيا و لا منقطع إليها كما نرى كثيرا من أحبار النصارى و رهبانهم .
فإن قلت أ ليس هذا [3] الفصل صريحا في تحقيق مذهب الإمامية قلت لا بل نحمله على أنه عنى ع أعداءه الذين حاربوه من قريش و غيرهم من أفناء العرب في أيام و هم الذين نقلوا البناء و هجروا السبب و وصلوا غير الرحم و اتكلوا على الولائج و غالتهم السبل و رجعوا على الأعقاب كعمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و مروان بن الحكم و الوليد بن عقبة و حبيب بن مسلمة و بسر بن أرطاة و عبد الله بن الزبير و سعيد بن العاص و حوشب و ذي الكلاع و شرحبيل بن السمط [4] و أبي الأعور السلمي و غيرهم ممن تقدم ذكرنا له في الفصول المتعلقةو أخبارها فإن هؤلاء نقلوا الإمامة عنه ع إلى معاوية فنقلوا البناء عن رص أصله إلى غير موضعه .
فإن قلت لفظ الفصل يشهد بخلاف ما تأولته لأنه قال ع حتى إذا قبض الله 14رسوله رجع قوم على الأعقاب فجعل رجوعهم على الأعقاب عقيب قبض 14الرسول ص و ما ذكرته أنت كان بعد قبض 14الرسول بنيف و عشرين سنة .
قلت ليس يمتنع أن يكون هؤلاء المذكورون رجعوا على الأعقاب لما مات 14رسول الله ص و أضمروا في أنفسهم مشاقة 1أمير المؤمنين و أذاه و قد كان فيهم من