نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 8 صفحه : 292
292
فالله تعالى يقول وَ مََا عِنْدَ اَللََّهِ خَيْرٌ وَ أَبْقىََ لِلَّذِينَ آمَنُوا[1] و إن كان مسيئا فالله تعالى يقول وَ لاََ يَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمََا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدََادُوا إِثْماً[2] .17- و قال ميمون بن مهران بت ليلة عند عمر بن عبد العزيز فرأيته يبكي و يكثر من تمني الموت فقلت له إنك أحييت سننا و أمت بدعا و في بقائك خير للمسلمين فما بالك تتمني الموت فقال أ لا أكون كالعبد الصالح حين أقر الله له عينه و جمع له أمره قال رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ اَلْمُلْكِ وَ عَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ اَلْأَحََادِيثِ فََاطِرَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي اَلدُّنْيََا وَ اَلْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَ أَلْحِقْنِي بِالصََّالِحِينَ[3] . و قالت الفلاسفة لا يستكمل الإنسان حد الإنسانية إلا بالموت لأن الإنسان هو الحي الناطق الميت .
17- و قال بعضهم الصالح إذا مات استراح و الطالح إذا مات استريح منه . و قال الشاعر
جزى الله عنا الموت خيرا فإنه # أبر بنا من كل بر و أرأف
يعجل تخليص النفوس من الأذى # و يدني من الدار التي هي أشرف.
و قال آخر
من كان يرجو أن يعيش فإنني # أصبحت أرجو أن أموت لأعتقا
في الموت ألف فضيلة لو أنها # عرفت لكان سبيله أن يعشقا.
و قال أبو العلاء
جسمي و نفسي لما استجمعا صنعا # شرا إلي فجل الواحد الصمد