نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 8 صفحه : 13
قال لما التقينا بالقوم في ذلك اليوم وجدناهم خمسة صفوف قد قيدوا أنفسهم بالعمائم [1] فقتلنا صفا ثم صفا ثم خلصنا إلى الرابع ما على الأرض شامي و لا عراقي يولي دبره و أبو الأعور يقول
إذا ما فررنا كان أسوأ فرارنا # صدود الخدود و ازورار المناكب [2]
صدود الخدود و القنا متشاجر # و لا تبرح الأقدام عند التضارب.
قال نصر و التقت في هذا اليوم همدان العراق بعك الشام فقال قائلهم
و كانت على عك الدروع و ليس عليهم رايات [4] فقالت همدان خدموا القوم أي اضربوا سوقهم فقالت عك ابركوا برك الكمل [5] فبركوا كما يبرك [6] الجمل ثم رموا الحجر و قالوا لا نفر حتى يفر الحكر [7] .
قال نصر و اقتتل الناس من لدن اعتدال النهار إلى صلاة المغرب ما كان صلاة القوم إلا التكبير عند مواقيت الصلاة .
ثم إن أهل [8] العراق كشفوا ميمنة أهل الشام فطاروا في سواد الليل و كشف أهل الشام ميسرة أهل العراق فاختلطوا في سواد الليل و تبدلت الرايات بعضها ببعض فلما أصبح الناس وجد أهل الشام لواءهم و ليس حوله إلا ألف رجل فاقتلعوه و ركزوه من