responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 7  صفحه : 205

و الرابعة أنهم لا يتشعبهم‌ المنية و لا ريب أن من لا تتطرق إليه الأسقام و الأمراض و لا يموت أشرف ممن هو في كل ساعة و لحظة بعرض سقام و بصدد موت و حمام .

و اعلم أن مسألة تفضيل الملائكة على الأنبياء لها صورتان إحداهما أن أفضل بمعنى كونهم أكثر ثوابا و الأخرى كونهم أفضل بمعنى أشرف كما تقول إن الفلك أفضل من الأرض أي إن الجوهر الذي منه جسمية الفلك أشرف من الجوهر الذي منه جسمية الأرض .

و هذه المزايا الأربع دالة على تفضيل الملائكة بهذا الاعتبار الثاني .

قوله ع‌ يتشعبهم ريب المنون أي يتقسمهم و الشعب التفريق و منه قيل للمنية شعوب لأنها تفرق الجماعات و ريب المنون‌ حوادث الدهر و أصل الريب ما راب الإنسان أي جاءه بما يكره و المنون‌ الدهر نفسه و المنون‌ أيضا المنية لأنها تمن المدة أي تقطعها و المن القطع و منه قوله تعالى‌ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ [1] .

و قال لبيد

غبس كواسب لا يمن طعامها (1) - [2] .

ثم ذكر أنهم كثرة عبادتهم‌ و إخلاصهم لو عاينوا كنه ما خفي عليهم‌ من البارئ تعالى لحقروا أعمالهم‌ و زروا على أنفسهم‌ أي عابوها تقول زريت على فلان أي عبته و أزريت بفلان أي قصرت به .


[1] سورة فصلت 8.

[2] صدره:

*لمعفّر قهد تنازع شلوه*

المعفر: الذي سحب في العفر؛ و هو التراب. و القهد: الأبيض. و العبس: الذئاب، و العبسة لون فيه شبيه بالغبرة، و كواسب: تكسب الصيد. و قوله: «ما يمن طعامها» ، أي ما ينقص. (المعلقات بشرح التبريزى 145) .

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 7  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست