responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 7  صفحه : 185

و من التقسيمات الفاسدة في الشعر قول البحتري

ذاك وادي الأراك فاحبس قليلا # مقصرا في ملامة أو مطيلا [1]

قف مشوقا أو مسعدا أو حزينا # أو معينا أو عاذرا أو عذولا

فالتقسيم في البيت الأول صحيح و في الثاني غير صحيح لأن المشوق يكون حزينا و المسعد يكون معينا فكذلك يكون عاذرا و يكون مشوقا و يكون حزينا .

و قد وقع المتنبي في مثل ذلك فقال‌

فافخر فإن الناس فيك ثلاثة # مستعظم أو حاسد أو جاهل‌ [2]

فإن المستعظم يكون حاسدا و الحاسد يكون مستعظما .

و من الأبيات التي ليس تقسيمها بصحيح ما ورد في شعر الحماسة

و أنت امرؤ إما ائتمنتك خاليا # فخنت و إما قلت قولا بلا علم‌ [3]

فأنت من الأمر الذي قد أتيته # بمنزلة بين الخيانة و الإثم‌

و ذلك لأن الخيانة أخص من الإثم و الإثم شامل لها لأنه أعم منها فقد دخل أحد القسمين في الآخر و يمكن أن يعتذر له فيقال عنى بالإثم الكذب نفسه و كذلك هو المعني أيضا بقوله قولا بلا علم كأنه قال له إما أن أكون أفشيت سري إليك فخنتني أو لم أفش فكذبت علي فأنت فيما أتيت بين أن تكون خائنا أو كاذبا .

و مما جاء من ذلك في النثر قول بعضهم من جريح مضرج بدمائه أو هارب لا يلتفت إلى ورائه و ذلك أن الجريح قد يكون هاربا و الهارب قد يكون جريحا .

و قد أجاد البحتري لما قسم هذا المعنى و قال


[1] ديوانه 2: 210.

[2] ديوانه 3: 259.

[3] لعبد اللّه بن همام السلولى، حماسة أبى تمام بشرح المرزوقى 3: 1139.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 7  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست