نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 377
هو به دون غيره من الصحابة و الفرق ظاهر بين قولنا زيد معصوم و بين قولنا زيد واجب العصمة لأنه إمام و من شرط الإمام أن يكون معصوما فالاعتبار الأول مذهبنا و الاعتبار الثاني مذهب الإمامية (1) - . ثم قال و ردوهم ورود الهيم العطاش أي كونوا ذوي حرص و انكماش على أخذ العلم و الدين منهم كحرص الهيم الظماء على ورود الماء (2) - .
ثم قال أيها الناس خذوها عن خاتم النبيين إلى قوله و ليس ببال هذا الموضع يحتاج إلى تلطف في الشرح لأن لقائل أن يقول ظاهر هذا الكلام متناقض لأنه قال يموت من مات منا و ليس بميت و هذا كما تقول يتحرك المتحرك و ليس بمتحرك و كذلك قوله و يبلى من بلي منا و ليس ببال أ لا ترى أنه سلب و إيجاب لشيء واحد فإن قلتم أراد بقاء النفس بعد موت الجسد كما قاله الأوائل و قوم من المتكلمين قيل لكم فلا اختصاص 14للنبي و لا 1لعلي بذلك بل هذه قضية عامة في جميع البشر و الكلام خرج مخرج التمدح و الفخر .
فنقول في الجواب إن هذا يمكن أن يحمل على وجهين أحدهما أن يكون 14النبي ص و 1علي و من يتلوهما من أطائب العترة أحياء بأبدانهم التي كانت في الدنيا بأعيانها قد رفعهم الله تعالى إلى ملكوت سماواته و على هذا لو قدرنا أن محتفرا احتفر تلك الأجداث الطاهرة عقب دفنهم لم يجد الأبدان في الأرض 14- و قد روي في الخبر النبوي ص مثل ذلك و هو قوله إن الأرض لم تسلط علي و إنها لا تأكل لي لحما و لا تشرب لي دما. نعم يبقى الأشكال في قوله و يبلى من بلي منا و ليس ببال فإنه إن صح هذا التفسير في الكلام الأول و هو قوله يموت
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 377