responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 6  صفحه : 368

و خامسها أن يقرب على نفسه البعيد و ذلك بأن يمثل الموت بين عينيه صباحا و مساء و ألا يطيل الأمل (1) - .

و سادسها أن يهون عليه الشدائد و ذلك باحتمال كلف المجاهدة و رياضة النفس على عمل المشاق (2) - .

و سابعها أن يكون قد نظر فأبصر و ذلك بترتيب المقدمات المطابقة لمتعلقاتها ترتيبا صحيحا لتنتج العلم اليقيني (3) - .

و ثامنها أن يذكر الله تعالى فيستكثر من ذكره لأن ذكره سبحانه و الإكثار منه يقتضي سكون النفس و طمأنينتها كما قال تعالى‌ أَلاََ بِذِكْرِ اَللََّهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ [1] .

و تاسعها أن يرتوي‌ من حب الله تعالى و هو العذب الفرات‌ الذي سهل موارده‌ على من انتخبه الله و جعله أهلا للوصول إليه فشرب‌ منه و نهل‌ و سلك طريقا لا عثار فيه و لا وعث (4) - .

و عاشرها أن يخلع سرابيل الشهوات‌ لأن الشهوات تصدئ مرآة العقل فلا تنطبع المعقولات فيها كما ينبغي و كذلك الغضب (5) - .

و حادي عشرها أن يتخلى من الهموم‌ كلها لأنها تزيدات و قواطع عن المطلوب إلا هما واحدا و هو همه بمولاه الذي لذته و سروره الاهتمام به و التفرد بمناجاته و مطالعة أنوار عزته فحينئذ يخرج عن صفة أهل العمى و من مشاركة أهل الهوى‌ لأنه قد امتاز عنهم بهذه المرتبة و الخاصية التي حصلت له فصار مفتاحا لباب الهدى- و مغلاقا لباب الضلال و الردى‌ قد أبصر طريق الهدى و سلك سبيله و عرف مناره و قطع غماره‌ .


[1] سورة الرعد 28.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 6  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست