نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 367
و هناك طبقة أخرى يذكرونها و هي أن يسلب عن نفسه أيضا فلا يكون له شعور بها أصلا و إنما يكون شاعرا بالقيوم الأول سبحانه لا غير و هذه درجة الاتحاد بأن تصير الذاتان ذاتا واحدة .
و هذا قول قوم من الأوائل و من المتأخرين أيضا و هو مقام صعب لا تثبت العقول لتصوره و اكتناهه .
و اعلم أن هذه الصفات و الشروط و النعوت التي ذكرها في شرح حال العارف إنما يعني بها نفسه ع و هو من الكلام الذي له ظاهر و باطن فظاهره أن يشرح حال العارف المطلق و باطنه أن يشرح حال عارف معين و هو نفسه ع و سيأتي في آخر الخطبة ما يدل على ذلك (1) - .
و نحن نذكر الصفات التي أشار ع إليها واحدة واحدة فأولها أن يكون عبدا أعانه الله على نفسه و معنى ذلك أن يخصه بألطاف يختار عندها الحسن و يتجنب القبيح فكأنه أقام النفس في مقام العدو و أقام الألطاف مقام المعونة التي يمده الله سبحانه بها فيكسر عادية العدو المذكور و بهذا الاعتبار سمي قوم من المتكلمين اللطف عونا .
و ثانيها أن يستشعر الحزن أي يحزن على الأيام الماضية إن لم يكن اكتسب فيها من موجبات الاختصاص أضعاف ما اكتسبه .
و ثالثها أن يتجلبب الخوف أي يخاف من الإعراض عنه بأن يصدر عنه ما يمحوه من جريدة المخلصين .
و رابعها أن يعد القرى لضعيف المنية و ذلك بإقامة وظائف العبادة .
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 367