نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 356
و الحسد مذموم و الغبطة غير مذمومة يقال غبطته بما نال أغبطه غبطا و غبطة فاغتبط هو كقولك منعته فامتنع و حبسته فاحتبس قال الشاعر
و بينما المرء في الأحياء مغتبط # إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير [1] .
هكذا أنشدوه بكسر الباء و قالوا فيه مغتبط أي مغبوط (1) - .
قوله و السعيد من وعظ بغيره مثل من الأمثال النبوية (2) - .
و قد ذكرنا فيما تقدم ما جاء في ذم الرياء و تفسير كونه شركا (3) - .
و قوله ع منسأة للإيمان أي داعية إلى نسيان الإيمان و إهماله و الإيمان الاعتقاد و العمل (4) - .
و محضرة للشيطان موضع حضوره كقولك مسبعة أي موضع السباع و مفعاة أي موضع الأفاعي (5) - .
ثم نهى عن الكذب و قال إنه مجانب للإيمان و كذا ورد في الخبر المرفوع (6) - .
و شفا منجاة أي حرف نجاة و خلاص و شفا الشيء حرفه قال تعالى وَ كُنْتُمْ عَلىََ شَفََا حُفْرَةٍ مِنَ اَلنََّارِ[2] و أشفى على الشيء و أشرف عليه بمعنى و أكثر ما يقال ذلك في المكروه يقال أشفى المريض على الموت و قد استعمله هاهنا في غير المكروه (7) - .
و الشرف المكان العالي بفتح الشين و أشرفت عليه أي اطلعت من فوق .
و المهواة موضع السقوط و المهانة الحقارة (8) - .
ثم نهى عن الحسد و قال إنه يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب و قد ورد هذا الكلام في الأخبار المرفوعة و قد تقدم منا كلام في الحسد و ذكرنا كثيرا مما جاء فيه .
(9) -
[1] من أبيات في اللسان (دهر) ، و نسبها إلى عثير بن لبيد العذرى، و انظر نزهة الألبّاء ص 27.