نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 308
بينهم أن يبعثوا إلى النجاشي في أمرنا رجلين منهم جلدين و أن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة و كان من أعجب ما يأتيه منه الأدم فجمعوا أدما كثيرا و لم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا إليه هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي و عمرو بن العاص بن وائل السهمي و أمروهما أمرهم و قالوا لهما ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم .
ثم قدما إلى النجاشي و نحن عنده في خير دار عند خير جار فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ثم قالا للبطارقة أنه قد فر [1] إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم و لم يدخلوا في دينكم و جاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن و لا أنتم و قد بعثنا إلى الملك أشراف قومهم لنردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه أن يسلمهم إلينا و لا يكلمهم فإن قومهم أعلى بهم عينا و أعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهما نعم .
ثم إنهما قربا [2] هدايا الملك إليه فقبلها منهم ثم كلماه فقالا له أيها الملك قد فر إلى بلادك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم و لم يدخلوا في دينك جاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن و لا أنت و قد بعثنا فيهم إليك أشراف قومنا من آبائهم و أعمامهم و عشائرهم لتردهم عليهم فهم أعلى بهم عينا و أعلم بما عابوا عليهم و عاينوه منهم .
قالت أم سلمة و لم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة و عمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم .
فقالت بطارقة الملك و خواصه حوله صدقا أيها الملك قومهم أعلى بهم عينا و أعلم