نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 29
14رسول الله و قاد فرسين في سبيل الله و كان يتصدق من نخله بألف وسق في كل عام و كان سيدا و هو من أصحاب 1علي و ممن شهد معهقال فذكر معنا و عويما و عاتبهما على قولهما خلفنا وراءنا قوما قد حلت دماؤهم بفتنتهم
ألا قل لمعن إذا جئته # و ذاك الذي شيخه ساعده
بأن المقال الذي قلتما # خفيف علينا سوى واحده
مقالكم إن من خلفنا # مراض قلوبهم فاسده
حلال الدماء على فتنة # فيا بئسما ربت الوالده
فلم تأخذا قدر أثمانها # و لم تستفيدا بها فائده
لقد كذب الله ما قلتما # و قد يكذب الرائد الواعده [1] .
قال الزبير ثم إن الأنصار أصلحوا بين هذين الرجلين و بين أصحابهما ثم اجتمعت جماعة من قريش يوما و فيهم ناس من الأنصار و أخلاط [2] من المهاجرين و ذلك بعد انصراف الأنصار عن رأيها و سكون الفتنة فاتفق ذلك عند قدوم عمرو بن العاص من سفر كان فيه فجاء إليهم فأفاضوا في ذكرو سعد و دعواه الأمر فقال عمرو بن العاص و الله لقد دفع الله عنا من الأنصار عظيمة و لما دفع الله عنهم أعظم كادوا و الله أن يحلوا حبل الإسلام كما قاتلوا عليه و يخرجوا منه من أدخلوا فيه و الله لئن كانوا سمعوا قول 14رسول الله ص الأئمة من قريش ثم ادعوها لقد هلكوا و أهلكوا و إن كانوا لم يسمعوها فما هم كالمهاجرين و لا كأبي بكر و لا المدينة
[1] يقال: سحاب واعد؛ أى الذي يعد بالمطر؛ و مؤنثه «واعدة» .