نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 30
كمكة و لقد قاتلونا أمس فغلبونا على البدء و لو قاتلناهم اليوم لغلبناهم على العاقبة فلم يجبه أحد و انصرف إلى منزله و قد ظفر فقال
ألا قل لأوس إذا جئتها # و قل كلما جئت للخزرج
تمنيتم الملك في يثرب # فأنزلت القدر لم تنضج
و أخدجتم الأمر قبل التمام # و أعجب بذا المعجل المخدج [1]
تريدون نتج الحيال العشار # و لم تلقحوه فلم ينتج
عجبت لسعد و أصحابه # و لو لم يهيجوه لم يهتج
رجا الخزرجي رجاء السراب # و قد يخلف المرء ما يرتجي
فكان كمنح على كفه # بكف يقطعها أهوج.
فلما بلغ الأنصار مقالته و شعره بعثوا إليه لسانهم و شاعرهم النعمان بن العجلان و كان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العيون و كان سيدا فخما فأتى عمرا و هو في جماعة من قريش فقال و الله يا عمرو ما كرهتم من حربنا إلا ما كرهنا من حربكم و ما كان الله ليخرجكم من الإسلام بمن أدخلكم فيه إن كان 14النبي ص قال الأئمة من قريش فقد قال لو سلك الناس شعبا و سلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار و الله ما أخرجناكم من الأمر إذ قلنا منا أمير و منكم أمير و أما من ذكرت فأبو بكر لعمري خير من سعد لكن سعدا في الأنصار أطوع من أبي بكر في قريش فأما المهاجرون و الأنصار فلا فرق بينهم أبدا و لكنك يا ابن العاص وترت بني عبد مناف بمسيرك إلى الحبشة لقتل جعفر و أصحابه و وترت بني مخزوم بإهلاك عمارة بن الوليد ثم انصرف فقال
[1] يقال: أخدج الأمر؛ إذا لم يحكمه، و المخدج: الناقص.
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 30