نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 170
كما أن هارون معصوم عن مثل ذلك و ترادف الأقوال و الأفعال من 14رسول الله ص في أمره التي يضطر معها الحاضرون لها و المشاهدون إياها إلى أن مثله لا يجوز أن يسعى في إراقة دم أمير مسلم لم يحدث حدثا يستوجب به إحلال دمه .
و هذا الكلام صحيح معقول و ذاك أنا نرى من يظهر ناموس الدين و يواظب على نوافل العبادات و نشاهد من ورعه و تقواه ما يتقرر معه في نفوسنا استشعاره الدين و اعتقاده إياه فيصرفنا ذلك عن قرفه بالعيوب الفاحشة و نستبعد مع ذلك طعن من يطعن فيه و ننكره و نأباه و نكذبه فكيف ساغ لأعداء 1أمير المؤمنين ع مع علمهم بمنزلته العالية في الدين التي لم يصل إليها أحد من المسلمين أن يطلقوا ألسنتهم فيه و ينسبوه إلى قتل عثمان أو الممالاة عليه لا سيما و قد اتصل بهم و ثبت عندهم أنه كان من أنصاره لا من المجلبين عليه و أنه كان أحسن الجماعة فيه قولا و فعلا .
ثم قال أ لم تزع الجهال و تردعهم سابقتي عن تهمتي و هذا الكلام تأكيد للقول الأول .
ثم قال إن الذي وعظهم الله تعالى به في القرآن من تحريم الغيبة و القذف و تشبيه ذلك بأكل لحم الميت أبلغ من وعظي لهم لأنه لا عظة أبلغ من عظة القرآن (1) - . ثم قال أنا حجيج المارقين و خصيم المرتابين يعني يوم القيامة 1- روي 1عنه ع أنه قال أنا أول من يجثو للحكومة بين يدي الله تعالى .14,1- و قد روي عن 14النبي ص مثل ذلك مرفوعا في قوله تعالى هََذََانِ خَصْمََانِ اِخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ[1] و أنه ص سئل عنها فقال 1علي و حمزة و عبيدة و عتبة و شيبة و الوليد . و كانت حادثتهم أول حادثة وقعت فيها مبارزة أهل الإيمان لأهل الشرك و كان المقتول الأول بالمبارزة الوليد بن عتبة قتله 1علي ع ضربه على رأسه فبدرت عيناه على وجنته