نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 152
فلا تقذف بي الرجوين إني # أقل القوم من يغني مكاني [1]
سأكفيك الذي استكفيت مني # بأمر لا تخالجه اليدان
فلو أنا بمنزلة جرينا # جريت و أنت مضطرب العنان
و لو لا أن أم أبيك أمي # و أن من قد هجاك فقد هجاني
لقد جاهرت بالبغضاء إني # إلى أمر الجهارة و العلان.
و لما صار أمر الخلافة إلى معاوية ولى مروان المدينة ثم جمع له إلى المدينة مكة و الطائف ثم عزله و ولى سعيد بن العاص فلما مات يزيد بن معاوية و ولي ابنه أبو ليلى معاوية بن يزيد في سنة أربع و ستين عاش في الخلافة أربعين يوما و مات فقالت له أمه أم خالد بنت أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس اجعل الخلافة من بعدك لأخيك فأبى و قال لا يكون لي مرها و لكم حلوها فوثب مروان عليها و أنشد
إني أرى فتنة تغلي مراجلها # و الملك بعد أبي ليلى لمن غلبا.
14- و ذكر أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني في كتاب الأغاني أن [2] معاوية لما عزل مروان بن الحكم عن إمرة المدينة و الحجاز و ولى مكانه سعيد بن العاص وجه مروان أخاه عبد الرحمن بن الحكم أمامه إلى معاوية و قال له ألقه قبلي فعاتبه لي و استصلحه .
قال أبو الفرج و قد روي أن عبد الرحمن كان بدمشق يومئذ فلما بلغه خبر عزل مروان و قدومه إلى الشام خرج و تلقاه و قال له أقم حتى أدخل إلى أخيك [3] فإن كان عزلك عن موجدة دخلت إليه منفردا و إن كان عن غير موجدة دخلت إليه مع الناس
[1] الرجا: ناحية البئر من أعلاها، إلى أسفلها، و تثنيته رجوان، (على البناء للمجهول) و رمى به الرجوان، أى استهين به، فكأنّه رمى به هناك، أي طرح في المهالك.