نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 147
و معنى قوله إنها كف يهودية أي غادرة و اليهود تنسب إلى الغدر و الخبث و قال تعالى لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ اَلنََّاسِ عَدََاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا اَلْيَهُودَ (1) -[1] .
و السبة الاست بفتح السين سبه يسبه أي طعنه في الموضع و معنى الكلام محمول على وجهين .
أحدهما أن يكون ذكر السبة إهانة له و غلظة عليه و العرب تسلك مثل ذلك في خطبها و كلامها قال المتوكل لأبي العيناء إلى متى تمدح الناس و تذمهم فقال ما أحسنوا و أساءوا ثم قال يا أمير المؤمنين إن الله تعالى رضي عن واحد فمدحه و سخط على آخر فهجاه و هجا أمه قال نِعْمَ اَلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوََّابٌ[2] و قال عُتُلٍّ بَعْدَ ذََلِكَ زَنِيمٍ[3] و الزنيم ولد الزنا [4] .
الوجه الثاني أن يريد بالكلام حقيقة لا مجازا و ذلك لأن الغادر من العرب كان إذا عزم على الغدر بعد عهد قد عاهده أو عقد قد عقده حبق استهزاء بما كان قد أظهره من اليمين و العهد و سخرية و تهكما (2) - .
و الإمرة الولاية بكسر الهمزة و قوله كلعقة الكلب أنفه يريد قصر المدة و كذلك كانت مدة خلافة مروان فإنه ولي تسعة أشهر (3) - .
و الأكبش الأربعة بنو عبد الملك الوليد و سليمان و يزيد و هشام و لم يل الخلافة من بني أمية و لا من غيرهم أربعة إخوة إلا هؤلاء .
و كل الناس فسروا الأكبش الأربعة بمن ذكرناه و عندي أنه يجوز أن يعني به