نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 132
و هذا كلام رجل قد استعمل التقوى و الورع في جميع أموره و بلغ من تعظيم أمر 14الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام و إجلال قدره و احترام حديثه ألا يرويه إلا بألفاظه لا بمعانيه و لا بأمر يقتضي فيه إلباسا و تعمية و لو كان مضطرا إلى ذلك ترجيحا للجانب الذي على جانب مصلحته في خاص نفسه فأما إذا هو قال كلاما يبتدئ به من نفسه فإنه قد يستعمل فيه المعاريض إذا اقتضت الحكمة و التدبير ذلك 14- فقد كان 14رسول الله ص باتفاق الرواة كافة إذا أراد أن يغزو وجها ورى عنه بغيره و لما خرج ع من المدينة لفتح مكة قال لأصحابه كلاما يقتضي أنه يقصد بني بكر بن عبد مناة من كنانة فلم يعلموا حقيقة حاله حتى شارف مكة و قال حين هاجر و صحبه أبو بكر الصديق لأعرابي لقيهما من أين أنت و ممن أنت فلما انتسب لهما قال له الأعرابي أما أنا فقد اطلعتكما طلع أمري فممن أنت فقال من ماء لم يزده على ذلك فجعل الأعرابي يفكر و يقول من أي ماء من ماء بني فلان من ماء بني فلان فتركه و لم يفسر له . و إنما أراد ع أنه مخلوق من نطفة .
فأما قول النظام لو لم يحدث عن 14رسول الله ص بالمعاريض لما اعتذر من ذلك فليس في كلامه اعتذار و لكنه نفي أن يدخل المعاريض في روايته و أجازها فيما يبتدئ به عن نفسه و ليس يتضمن هذا اعتذارا و قوله لأن أخر من السماء يدل على أنه ما فعل ذلك و لا يفعله (1) - .
ثم قال على من أكذب يقول كيف أكذب على الله و أنا أول المؤمنين به و كيف أكذب على 14رسول الله و أنا أول المصدقين به أخرجه مخرج الاستبعاد لدعواهم و زعمهم .
فإن قلت كيف يمكن أن يكون المكلف الذي هو من أتباع 14الرسول كاذبا على الله إلا بواسطة إخباره عن 14الرسول لأنه لا وصلة و لا واسطة بينه و بين الله تعالى إلا الرسول .
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 132