نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 131
رأسه كان يدعو و يتضرع إلى الله في تعجيل الظفر بالمخدج و حيث يطرق كان يغلبه الهم و الفكر فيطرق .
ثم حين يقول ما كذبت و لا كذبت كيف ينتظر نزول الوحي فإن من نزل عليه الوحي لا يحتاج أن يسند الخبر إلى غيره و يقول ما كذبت فيما أخبرتكم به عن 14رسول الله ص .
و مما طعن به النظام عليه [1]1- أنه ع قال إذا حدثتكم عن 14رسول الله ص فهو كما حدثتكم فو الله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على 14رسول الله ص و إذا سمعتموني أحدثكم فيما بيني و بينكم فإنما الحرب خدعة . قال النظام هذا يجري مجرى التدليس في الحديث و لو لم يحدثهم عن 14رسول الله ص بالمعاريض و على طريق الإيهام لما اعتذر من ذلك .
فنقول في الجواب إن النظام قد وهم و انعكس عليه مقصد 1أمير المؤمنين و ذلك أنه ع لشدة ورعه أراد أن يفصل للسامعين بين ما يخبر به عن نفسه و بين ما يرويه عن 14رسول الله ص و ذلك لأن الضرورة ربما تدعوه إلى استعماله المعاريض لا سيما في الحرب المبنية على الخديعة و الرأي فقال لهم كلما أقول لكم قال لي 14رسول الله ص فاعلموا أنه سليم من المعاريض خال من الرمز و الكناية لأني لا أستجيز و لا أستحل أن أعمي أو ألغز في حديث 14رسول الله ص . و ما حدثتكم به عن نفسي فربما أستعمل فيه المعاريض لأن الحرب خدعة .