responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 5  صفحه : 164

و عندي في هذا القول نظر و لي في اللذة و الألم رسالة مفردة (1) - و أما قوله لم يحلل في الأشياء فيقال‌ لا هو فيها كائن‌ و لا منها مباين‌ فينبغي أن يحمل على أنه أراد أنه لم ينأ عن الأشياء نأيا مكانيا فيقال هو بائن بالمكان هكذا ينبغي أن يكون مراده لأنه لا يجوز إطلاق القول بأنه ليس ببائن عن الأشياء و كيف و المجرد بالضرورة بائن عن ذي الوضع و لكنها بينونة بالذات لا بالجهة و المسلمون كلهم متفقون على أنه تعالى يستحيل أن يحل في شي‌ء إلا من اعتزى إلى الإسلام من الحلولية كالذين قالوا بحلوله في 1علي و ولده و كالذين قالوا بحلوله في أشخاص يعتقدون فيها إظهاره كالحلاجية و غيرهم و الدليل على استحالة حلوله سبحانه في الأجسام أنه لو صح أن يحل فيها لم يعقل منفردا بنفسه أبدا كما أن السواد لا يعقل كونه غير حال في الجسم لأنه لو يعقل غير حال في الجسم لم يكن سوادا و لا يجوز أن يكون الله تعالى حالا أبدا و لا أن يلاقي الجسم إذ ذلك يستلزم قدم الأجسام و قد ثبت أنها حادثة (2) - .

فأما قوله‌ لم يؤده خلق ما ابتدأ إلى قوله‌ عما خلق فهو حق لأنه تعالى قادر لذاته و القادر لذاته لا يتعب و لا يعجز لأنه ليس بجسم و لا قادر بقدرة يقف مقدورها عند حد و غاية بل إنما يقدر على شي‌ء لأنه تعالى ذات مخصوصة يجب لها أن تقدر على الممكنات فيكون كل ممكن داخلا تحت هذه القضية الكلية و الذات التي تكون هكذا لا تعجز و لا تقف مقدوراتها عند حد و غاية أصلا و يستحيل عليها التعب لأنها ليست ذات أعضاء و أجزاء (3) - .

و أما قوله‌ و لا ولجت عليه شبهة إلى قوله‌ و أمر مبرم فحق لأنه تعالى عالم لذاته أي إنما علم ما علمه لا بمعنى أن يتعلق بمعلوم دون معلوم بل إنما علم أي شي‌ء أشرت إليه لأنه ذات مخصوصة و نسبة تلك الذات إلى غير ذلك الشي‌ء المشار إليه‌

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 5  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست