نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 4 صفحه : 30
فاقتتلوا قتالا شديدا جل النهار ثم تراجعوا و قد انتصف بعضهم من بعض ثم خرج في اليوم الثاني هاشم بن عتبة في خيل و رجال حسن عددها و عدتها فخرج إليه من أهل الشام أبو الأعور السلمي فاقتتلوا يومهم ذلك تحمل الخيل على الخيل و الرجال على الرجال .
ثم انصرفوا و قد صبر القوم بعضهم لبعض و خرج في اليوم الثالث عمار بن ياسر و خرج إليه عمرو بن العاص فاقتتل الناس كأشد قتال كان و جعل عمار يقول يا أهل الشام أ تريدون أن تنظروا إلى من عادى الله و 14رسوله و جاهدهما و بغى على المسلمين و ظاهر المشركين فلما أراد الله أن يظهر دينه و ينصر 14رسوله أتى إلى 14النبي ص فأسلم و هو و الله فيما يرى راهب غير راغب ثم قبض الله 14رسوله و إنا و الله لنعرفه بعداوة المسلم و مودة المجرم ألا و إنه معاوية فقاتلوه و العنوه فإنه ممن يطفئ نور الله و يظاهر أعداء الله .
قال و كان مع عمار زياد بن النضر على الخيل فأمره أن يحمل في الخيل فحمل فصبروا [1] له و شد عمار في الرجالة فأزال عمرو بن العاص عن موقفه و بارز يومئذ زياد بن النضر أخا له [2] من بني عامر يعرف بمعاوية بن عمرو العقيلي و أمهما هند الزبيدية فانصرف كل واحد منهما عن صاحبه بعد المبارزة سالما و رجع الناس يومهم ذلك . 1,14- قال نصر و حدثني [3] أبو عبد الرحمن المسعودي قال حدثني يونس بن الأرقم عمن حدثه من شيوخ بكر بن وائل قال كنا مع 1علي ع فرفع عمرو بن العاص شقة خميصة سوداء في رأس رمح فقال ناس هذا لواء عقده له 14رسول الله ص فلم يزالوا يتحدثون حتى وصل ذلك إلى 1علي ع فقال
[1] في الأصول: «فصبر» ، و الصواب ما أثبته من صفّين.