نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 4 صفحه : 166
قال ثم [1] انحط الزبير على أصفهان فحصر بها عتاب بن ورقاء سبعة أشهر و عتاب يحاربه في بعضهن فلما طال به الحصار قال لأصحابه ما تنتظرون و الله ما تؤتون من قلة و إنكم لفرسان عشائركم و لقد حاربتموهم مرارا فانتصفتم منهم و ما بقي مع هذا الحصار إلا أن تفنى ذخائركم فيموت أحدكم فيدفنه أخوه ثم يموت أخوه فلا يجد من يدفنه فقاتلوا القوم و بكم قوة من قبل أن يضعف أحدكم عن أن يمشي إلى قرنه .
فلما أصبح صلى بهم الصبح ثم خرج إلى الخوارج و هم غارون [2] و قد نصب لواء لجارية له يقال لها ياسمين فقال من أراد البقاء فليلحق بلواء ياسمين و من أراد الجهاد فليخرج معي فخرج في ألفين و سبعمائة فارس فلم يشعر بهم الخوارج حتى غشوهم فقاتلوهم بجد لم تر الخوارج منهم مثله فعقروا منهم خلقا كثيرا و قتل الزبير بن علي و انهزمت الخوارج فلم يتبعهم عتاب ففي ذلك يقول القائل
و يوم بجي تلافيته [3] # و لو لاك لاصطلم العسكر [4] .
و قال آخر
خرجت من المدينة مستميتا # و لم أك في كتيبة ياسمينا
[1] في الكامل قيل هذا الكلام: «و قال ابن حوشب لبلال بن أبي بردة يعيره بأمه-و بلال مشدود عند يوسف بن عمر: يا بن حوراء!فقال بلال-و كان جلدا: إن الأمة تسمى حوراء و جيداء و لطيفة. و زعم الكلبى أن بلالا كان جلدا حيث ابتلى. قال الكلبى: و يعجبنى أن أرى الأسير جلدا. قال:
و قال خالد بن صفوان له بحضرة يوسف: الحمد للّه الذي أزال سلطانك، و هد ركنك، و غير حالك؛ فو اللّه لقدم كنت شديد الحجاب، مستخفا بالشريف، مظهرا للعصبية؛ فقال له بلال: إنّما طال لسانك يا خالد لثلاث معك هن على: الأمر عليك مقبل و هو عنى مدبر؛ و أنت مطلق و أنا مأسور، و أنت في طينتك و أنا في هذا البلد غريب-و إنّما جرى إلى هذا لأنّه يقال: إن أصل آل الأهتم من الحيرة، و أنهم أشابة دخلت في بنى منقر من الروم» .