و وثقت بالدنيا و أنت # ترى جماعتها شتاتا
و عزمت ويك على الحياة # و طولها عزما بتاتا
يا من رأى أبويه فيمن # قد رأى كانا فماتا
هل فيهما لك عبرة # أم خلت إن لك انفلاتا
و من الذي طلب التفلت # من منيته ففاتا
كل تصبحه المنية # أو تبيته بياتا.
و له
أرى الدنيا لمن هي في يديه # عذابا كلما كثرت لديه [1]
تهين المكرمين لها بصغر # و تكرم كل من هانت عليه
إذا استغنيت عن شيء فدعه # و خذ ما أنت محتاج إليه.
أ لم تر ريب الدهر في كل ساعة # له عارض فيه المنية تلمع [2]
أيا باني الدنيا لغيرك تبتني # و يا جامع الدنيا لغيرك تجمع
أرى المرء وثابا على كل فرصة # و للمرء يوما لا محالة مصرع
ينازل ما لا يملك الملك غيره # متى تنقضي حاجات من ليس يشبع
و أي امرئ في غاية ليس نفسه # إلى غاية أخرى سواها تطلع.
سل الأيام عن أمم تقضت # ستخبرك المعالم و الرسوم [3]
[1] ديوانه 288.
[2] ديوانه 144.
[3] ديوانه 246.