نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 199
17- و روى أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي في كتاب المنتظم أن زيادا لما حصبه أهل الكوفة و هو يخطب على المنبر قطع أيدي ثمانين منهم و هم أن يخرب دورهم و يجمر نخلهم فجمعهم حتى ملأ بهم المسجد و الرحبة يعرضهم على البراءة من 1علي ع و علم أنهم سيمتنعون فيحتج بذلك على استئصالهم و إخراب بلدهم .
قال عبد الرحمن بن السائب الأنصاري فإني لمع نفر من قومي و الناس يومئذ في أمر عظيم إذ هومت تهويمه [1] فرأيت شيئا أقبل طويل العنق مثل عنق البعير أهدر أهدل [2] فقلت ما أنت فقال أنا النقاد ذو الرقبة بعثت إلى صاحب هذا القصر فاستيقظت فزعا فقلت لأصحابي هل رأيتم ما رأيت قالوا لا فأخبرتهم و خرج علينا خارج من القصر فقال انصرفوا فإن الأمير يقول لكم إني عنكم اليوم مشغول و إذا بالطاعون قد ضربه فكان يقول إني لأجد في النصف من جسدي حر النار حتى مات فقال عبد الرحمن بن السائب
ما كان منتهيا عما أراد بنا # حتى تناوله النقاد ذو الرقبة
فاثبت الشق منه ضربة عظمت # كما تناول ظلما صاحب الرحبة [2] .
قلت قد يظن ظان أن قوله صاحب الرحبة يمكن أن يحتج به من قال إن قبر 1أمير المؤمنين ع في رحبة المسجد بالكوفة و لا حجة في ذلك لأن 1أمير المؤمنين كان يجلس معظم زمانه في رحبة المسجد يحكم بين الناس فجاز أن ينسب إليه بهذا الاعتبار