نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 19 صفحه : 47
من يستحيي منه الإنسان في غالب الناس ثم نفسه ثم خالقه و ذلك لقلة توفيقه و سوء اختياره .
و اعلم أن من استحيا من الناس و لم يستحي من نفسه فنفسه عنده أخس من غيره و من استحيا منهما و لم يستحي من الله تعالى فليس عارفا لأنه لو كان عارفا بالله لما استحيا من المخلوق دون الخالق أ لا ترى أن الإنسان لا بد أن يستحيي من الذي يعظمه و يعلم أنه يراه أو يستمع بخبره فيبكته و من لا يعرف الله تعالى كيف يستعظمه و كيف يعلم أنه يطلع عليه 14- و في قول 14رسول الله ص استحيوا من الله حق الحياء. أمر في ضمن كلامه هذا بمعرفته سبحانه و حث عليها و قال سبحانه أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اَللََّهَ يَرىََ [1] تنبيها على أن العبد إذا علم أن ربه يراه استحيا من ارتكاب الذنب .
و سئل الجنيد رحمه الله عما يتولد منه الحياء من الله تعالى فقال أن يرى العبد آلاء الله سبحانه و نعمه عليه و يرى تقصيره في شكره .
فإن قال قائل فما معنى 14- قول 14النبي ص من لا حياء له فلا إيمان له. قيل له لأن الحياء أول ما يظهر من أمارة العقل في الإنسان و أما الإيمان فهو آخر المراتب و محال حصول المرتبة الآخرة لمن لم تحصل له المرتبة الأولى فالواجب إذن أن من لا حياء له فلا إيمان له .
و 14- 14قال ع الحياء شعبة من الإيمان. و 14- قال الإيمان عريان و لباسه التقوى و زينته الحياء.