نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 19 صفحه : 151
و كان يقال ينبغي لمن صحب السلطان أن يستعد للعذر عن ذنب لم يجنه و أن يكون آنس ما يكون به أوحش ما يكون منه .
و كان يقال شدة الانقباض من السلطان تورث التهمة و سهولة الانبساط إليه تورث الملالة .
و كان يقال اصحب السلطان بإعمال الحذر و رفض الدالة و الاجتهاد في النصيحة و ليكن رأس مالك عنده ثلاث الرضا و الصبر و الصدق .
و اعلم أن لكل شيء حدا فما جاوزه كان سرفا و ما قصر عنه كان عجزا فلا تبلغ بك نصيحة السلطان أن تعادي حاشيته و خاصته و أهله فإن ذلك ليس من حقه عليك و ليكن أقضى لحقه عنك و أدعى لاستمرار السلامة لك أن تستصلح أولئك جهدك فإنك إذا فعلت ذلك شكرت نعمته و أمنت سطوته و قللت عدوك عنده و إذا جاريت عند السلطان كفؤا من أكفائك فلتكن مجاراتك و مباراتك إياه بالحجة و إن عضهك [1] و بالرفق و إن خرف بك و احذر أن يستحلك فتحمى فإن الغضب يعمي عن الفرصة و يقطع عن الحجة و يظهر عليك الخصم و لا تتوردن على السلطان بالدالة و إن كان أخاك و لا بالحجة و إن وثقت أنها لك و لا بالنصيحة و إن كانت له دونك فإن السلطان يعرض له ثلاث دون ثلاث القدرة دون الكرم و الحمية دون النصفة و اللجاج دون الحظ