نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 19 صفحه : 150
و قال آخر السلطان إن أرضيته أتعبك و إن أغضبته أعطبك .
و كان يقال إذا كنت مع السلطان فكن حذرا منه عند تقريبه كاتما لسره إذا استسرك و أمينا على ما ائتمنك تشكر له و لا تكلفه الشكر لك و تعلمه و كأنك تتعلم منه و تؤدبه و كأنه يؤدبك بصيرا بهواه مؤثرا لمنفعته ذليلا إن ضامك راضيا إن أعطاك قانعا إن حرمك و إلا فابعد منه كل البعد .
و قيل لبعض من يخدم السلطان لا تصحبهم فإن مثلهم مثل قدر التنور كلما مسه الإنسان اسود منه فقال إن كان خارج تلك القدر أسود فداخلها أبيض .
و كان يقال أفضل ما عوشر به الملوك قلة الخلاف و تخفيف المئونة .
و كان يقال لا يقدر على صحبة السلطان إلا من يستقل بما حملوه و لا يلحف إذا سألهم و لا يغتر بهم إذا رضوا عنه و لا يتغير لهم إذا سخطوا عليه و لا يطغى إذا سلطوه و لا يبطر إذا أكرموه .
و كان يقال إذا جعلك السلطان أخا فاجعله ربا و إن زادك فزده .
و قال أبو حازم للسلطان كحل يكحل به من يوليه فلا يبصر حتى يعزل .
و كان يقال لا ينبغي لصاحب السلطان أن يبتدئه بالمسألة عن حاله فإن ذلك من كلام النوكى [1] و إذا أردت أن تقول كيف أصبح الأمير فقل صبح الله الأمير بالكرامة و إن أردت أن تقول كيف يجد الأمير نفسه فقل وهب الله الأمير العافية و نحو هذا فإن المسألة توجب الجواب فإن لم يجبك اشتد عليك و إن أجابك اشتد عليه .
و كان يقال صحبة الملوك بغير أدب كركوب الفلاة بغير ماء .