بجناية مجرم و إن عفا عنهما كان العفو عن أحدهما و لا ذنب له و عن الآخر و لا حجة عليه (1) - .
الفصل الثاني قوله البشاشة حبالة المودة قد قلنا في البشر و البشاشة فيما سبق قولا مقنعا .
و كان يقال البشر دال على السخاء من ممدوحك و على الود من صديقك دلالة النور على الثمر [1] .
و كان يقال ثلاث تبين لك الود في صدر أخيك تلقاه ببشرك و تبدؤه بالسلام و توسع له في المجلس .
و قال الشاعر
لا تدخلنك ضجرة من سائل # فلخير دهرك أن ترى مسئولا
لا تجبهن بالرد وجه مؤمل # قد رام غيرك أن يرى مأمولا
تلقى الكريم فتستدل ببشره # و ترى العبوس على اللئيم دليلا
و اعلم بأنك عن قليل صائر # خبرا فكن خبرا يروق جميلا.
و قال البحتري
لو أن كفك لم تجد لمؤمل # لكفاه عاجل بشرك المتهلل [2]
و لو أن مجدك لم يكن متقادما # أغناك آخر سؤدد عن أول
أدركت ما فات الكهول من الحجا # من عنفوان شبابك المستقبل
فإذا أمرت فما يقال لك اتئد # و إذا حكمت فما يقال لك اعدل (2) -.
الفصل الثالث قوله الاحتمال قبر العيوب أي إذا احتملت صاحبك و حلمت
[1] في د: «دلالة النور على القمر» :
[2] ديوانه 2: 218.