نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 16 صفحه : 95
ملكتني ماء وجه كاد يسكبه # ذل السؤال و لم تفجع به هممي.
و قال آخر
لا تحرصن على الحطام فإنما # يأتيك رزقك حين يؤذن فيه
سبق القضاء بقدره و زمانه # و بأنه يأتيك أو يأتيه.
و كان يقال ما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إليه .
و قال رجل في مجلس فيه قوم من أهل العلم لا أدري ما يحمل من يوقن بالقدر على الحرص على طلب الرزق فقال له أحد الحاضرين يحمله القدر فسكت .
أقول لو كنت حاضرا لقلت لو حمله القدر لما نهاه العقلاء عن الحرص و لما مدحوه على العفة و القناعة فإن عاد و قال و أولئك ألجأهم القدر إلى المدح و الذم و الأمر و النهي فقد جعل نفسه و غيره من الناس بل من جميع الحيوانات بمنزلة الجمادات التي يحركها غيرها و من بلغ إلى هذا الحد لا يكلم .
و قال الشاعر
أراك تزيدك الأيام حرصا # على الدنيا كأنك لا تموت
فهل لك غاية إن صرت يوما # إليها قلت حسبي قد رضيت.
أبو العتاهية
أي عيش يكون أطيب من عيش # كفاف قوت بقدر البلاغ [1]
قمرتني الأيام عقلي و مالي # و شبابي و صحتي و فراغي [2] .
و أوصى بعض الأدباء ابنه فكتب إليه
[1] ديوانه 164، و الأغانى 4: 40 و البلاغ: الكفاية.