responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 16  صفحه : 58

ثم عاد فقال ألا إن همي بنفسي يقتضي اهتمامي بك لأنك بعضي بل كلي فإن كان اهتمامي بنفسي يصرفني عن غيري لم تكن أنت داخلا في جملة من يصرفني همي بنفسي عنهم لأنك لست غيري .

فإن قلت أ فهذا الهم حدث 1لأمير المؤمنين ع الآن أو من قبل لم يكن عالما بأن الدنيا مدبرة و الآخرة مقبلة .

قلت كلا بل لم يزل عالما عارفا بذلك و لكنه الآن تأكد و قوي بطريق علو السن و ضعف القوى و هذا أمر يحصل للإنسان على سبيل الإيجاب لا بد من حصوله لكل أحد و إن كان عالما بالحال من قبل و لكن ليس العيان كالخبر .

و من مستحسن ما قيل في هذا المعنى قول أبي إسحاق الصابئ

أقيك الردى إني تنبهت من كرى # و سهو على طول المدى اعترياني

فأثبت شخصا دانيا كان خافيا # على البعد حتى صار نصب عياني

هو الأجل المحتوم لي جد جده # و كان يريني غفلة المتواني

له نذر قد آذنتني بهجمة # له لست منها آخذا بأمان

و لا بد منه ممهلا أو معاجلا # سيأتي فلا يثنيه عني ثان.

و أول هذه القصيدة و هو داخل له في هذا المعنى أيضا

إذا ما تعدت بي و سارت محفة # لها أرجل يسعى بها رجلان

و ما كنت من فرسانها غير أنها # وفت لي لما خانت القدمان

نزلت إليها عن سراة حصاني # بحكم مشيب أو فراش حصان‌ [1]

فقد حملت مني ابن سبعين سالكا # سبيلا عليها يسلك الثقلان


[1] د: «بحلم» .

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 16  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست