نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 15 صفحه : 274
و أما ما ذكرتم من الفتوح فلنا الفتوح المعتصمية التي سارت بها الركبان و ضربت بها الأمثال و لنا فتوح الرشيد و لنا الآثار الشريفة في قتل بابك الخرمي بعد أن دامت فتنته في دار الإسلام نحو ثلاثين سنة و إن شئت أن تعد فتوح الطالبيين بإفريقية و مصر و ما ملكوه من مدن الروم و الفرنج و الجلالقة [1] في سني ملكهم عددت الكثير الجم الذي يخرج عن الحصر و يحتاج إلى تاريخ مفرد يشتمل على جلود كثيرة .
فأما الفقه و العلم و التفسير و التأويل فإن ذكرتموه لم يكن لكم فيه أحد و كان لنا فيه مثل 1علي بن أبي طالب ع و عبد الله بن العباس و زيد بن علي و عن 5محمد بن علي ابني 4علي بن الحسين بن علي و 6جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه و فقهه و يقال إن أبا حنيفة من تلامذته و كذلك سفيان الثوري و حسبك بهما في هذا الباب و لذلك نسب سفيان إلى أنه زيدي المذهب و كذلك أبو حنيفة .
و من مثل 4علي بن الحسين زين العابدين و قال الشافعي في الرسالة في إثبات خبر الواحد وجدت 4علي بن الحسين و هو أفقه أهل المدينة يعول على أخبار الآحاد .
و من مثل محمد بن الحنفية و ابنه أبي هاشم الذي قرر علوم التوحيد و العدل و قالت المعتزلة غلبنا الناس كلهم بأبي هاشم الأول و أبي هاشم الثاني .
و إن ذكرتم النجدة و البسالة و الشجاعة فمن مثل 1علي بن أبي طالب ع و قد وقع اتفاق أوليائه و أعدائه على أنه أشجع البشر .
و من مثل حمزة بن عبد المطلب أسد الله و أسد 14رسوله و من مثل 3الحسين بن علي ع قالواما رأينا مكثورا [2] قد أفرد من إخوته و أهله و أنصاره أشجع منه كان كالليث المحرب يحطم الفرسان حطما و ما ظنك برجل أبت نفسه الدنية و أن يعطي