نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 15 صفحه : 273
و كان الناس يجتمعون ليستمعوا محاورتهما و كان سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي والي مكة فكان أهل مكة يقولون لم يرد علينا أمير إلا و سليمان أبين منه قاعدا و أخطب منه قائما و كان داود إذا خطب اسحنفر [1] فلم يرده شيء .
قالوا و لنا عبد الملك بن صالح بن علي كان خطيبا بليغا و سأله الرشيد و سليمان بن أبي جعفر و عيسى بن جعفر حاضران فقال له كيف رأيت أرض كذا قال مسافي ريح و منابت شيح قال فأرض كذا قال هضبات [2] حمر و ربوات [3] عفر حتى أتى على جميع ما سأله عنه فقال عيسى لسليمان و الله ما ينبغي لنا أن نرضى لأنفسنا بالدون من الكلام .
قالوا و أما ما ذكرتم من نساك الملوك فلنا 1علي بن أبي طالب ع و بزهده و بدينه يضرب المثل و لنا محمد بن الواثق من خلفاء بني العباس و هو الملقب بالمهتدي كان يقول إني لآنف لبني العباس ألا يكون منهم مثل عمر بن عبد العزيز فكان مثله و فوقه و لنا القادر أبو العباس بن إسحاق بن المقتدر و لنا القائم عبد الله بن القادر كانا على قدم عظيمة من الزهد و الدين و النسك و إن عددتم النساك من غير الملوك فأين أنتم عن 4علي بن الحسين زين العابدين و أين أنتم عن علي بن عبد الله بن العباس و أين أنتم عن 4علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الذي كان يقال له 4علي الخير و 4علي الأغر و 4علي العابد و ما أقسم على الله بشيء إلا و أبر قسمه و أين أنتم عن 7موسى بن جعفر بن محمد و أين أنتم عن 8علي بن محمد الرضا لابس الصوف طول عمره مع سعة أمواله و كثرة ضياعه و غلاته .