responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 15  صفحه : 271

العباس كمحمد المهدي و هارون و محمد بن زبيدة و عبد الله المأمون و جعفر المقتدر بل لعل جود بعض صنائع هؤلاء كبني برمك و بني الفرات أعظم من جود الرجلين اللذين ذكرتموهما بل من جميع ما جاء به خلفاء بني أمية .

و أما ما ذكرتم من حلم معاوية فلو شئنا أن نجعل جميع ساداتنا حلماء لكانوا محتملين لذلك و لكن الوجه في هذا ألا يشتق للرجل اسم إلا من أشرف أعماله و أكرم أخلاقه و إلا أن يتبين بذلك عند أصحابه حتى يصير بذلك اسما يسمى و يصير معروفا به كما عرف الأحنف بالحلم و كما عرف حاتم بالجود و كذلك هرم قالوا هرم الجواد و لو قلتم كان أبو العاص بن أمية أحلم الناس لقلنا و لعله يكون قد كان حليما و لكن ليس كل حلم يكون صاحبه به مذكورا و من إشكاله بائنا ـ و إنكم لتظلمون خصومكم في تسميتكم معاوية بالحلم فكيف من دونه لأن العرب تقول أحلم الحلمين ألا يتعرض ثم يحلم و لم يكن في الأرض رجل أكثر تعرضا من معاوية و التعرض هو السفه فإن ادعيتم أن الأخبار التي جاءت في تعرضه كلها باطلة فإن لقائل أن يقول و كل خبر رويتموه في حلمه باطل و لقد شهر الأحنف بالحلم و لكنه تكلم بكلام كثير يجرح في الحلم و يثلم في العرض‌ [1] و لا يستطيع أحد أن يحكي عن العباس بن عبد المطلب و لا عن 2الحسن بن علي بن أبي طالب لفظا فاحشا و لا كلمة ساقطة و لا حرفا واحدا مما يحكى عن الأحنف و معاوية .

و كان المأمون أحلم الناس و كان عبد الله السفاح أحلم الناس و بعد فمن يستطيع أن يصف هاشما أو عبد المطلب بالحلم دون غيره من الأخلاق و الأفعال حتى يسميه بذلك و يخص به دون كل شي‌ء فيه من الفضل و كيف و أخلاقهم متساوية و كلها في الغاية و لو أن رجلا كان أظهر الناس زهدا و أصدقهم للعدو لقاء و أصدق الناس لسانا


[1] يثلم في العرض؛ أى ينال منه و يقع فيه.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 15  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست