responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 15  صفحه : 108

فقبل فيروز قوله بعد أن أشار إليه وزراؤه بالاتهام له و الحذر منه [و بغير ذلك‌] [1] فخالفهم و سلك تلك الطريق فانتهوا بعد يومين إلى موضع من المفازة لا صدر لهم عنه و لا ماء معهم و لا بين أيديهم و تبين لهم أنهم قد خدعوا فتفرقوا في تلك المفازة يمينا و شمالا يلتمسون الماء فقتل العطش أكثرهم و لم يسلم مع فيروز إلا عدة يسيرة فانتهى إليهم أخشنوار بجيشه فواقعهم في تلك الحال التي هم فيها من القلة و الضر و الجهد فاستمكنوا منهم بعد أن أعظموا [2] الكناية فيهم .

و أسر فيروز فرغب أخشنوار أن يمن عليه و على من بقي من أصحابه على أن يجعل له عهد الله و ميثاقه ألا يغزوهم أبدا ما بقي و على أن يحد فيما بينه و بين مملكتهم حدا لا يتجاوزه جنوده فرضي أخشنوار بذلك فخلى سبيله و جعلا بين المملكتين حجرا [3] لا يتجاوزه كل واحد منهما .

فمكث فيروز برهة من دهره ثم حمله الأنف على أن يعود لغزو الهياطلة و دعا أصحابه إلى ذلك فنهوه عنه و قالوا إنك قد عاهدته و نحن نتخوف عليك عاقبة البغي و الغدر مع ما في ذلك من العار و سوء القالة [4] .

فقال لهم إنما اشترطت له ألا أجوز الحجر الذي جعلناه بيننا و أنا آمر بالحجر فيحمل أمامنا على عجل .

فقالوا أيها الملك إن العهود و المواثيق التي يتعاطاها الناس بينهم لا تحمل على ما يسره المعطي لها و لكن على ما يعلن به المعطى إياها و إنما جعلت عهد الله و ميثاقه على الأمر الذي عرفه لا على الأمر الذي لم يخطر له ببال فأبى فيروز و مضى في غزوته حتى انتهى إلى الهياطلة و تصاف الفريقان للقتال


[1] من عيون الأخبار.

[2] عيون الأخبار: «و أعظموا النكاية» .

[3] عيون الأخبار: «حدا لا تجاوزه» :

[4] القول في الخير، و القالة في الشر، و في عيون الأخبار المقالة: «» .

غ

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 15  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست