نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 13 صفحه : 273
و أسلم بنو عبد الأشهل بدعاء سعد في يوم واحد و أما من لم يسلم ابنه و لا امرأته و لا أبوه و لا أخته بدعائه فهيهات أن يوصف و يذكر بالرفق في الدعاء و حسن التأتي و الأناة قال الجاحظ ثم أعتق أبو بكر بعد ذلك جماعة من المعذبين في الله و هم ست رقاب منهم بلال و عامر بن فهيرة و زنيرة النهدية و ابنتها و مر بجارية يعذبها عمر بن الخطاب فابتاعها منه و أعتقها و أعتق أبا عيسى فأنزل الله فيه فَأَمََّا مَنْ أَعْطىََ وَ اِتَّقىََ `وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىََ `فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرىََ[1] إلى آخر السورة .
قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله 14- أما بلال و عامر بن فهيرة فإنما أعتقهما 14رسول الله ص روى ذلك الواقدي و ابن إسحاق و غيرهما . و أما باقي مواليهم الأربعة فإن سامحناكم في دعواكم لم يبلغ ثمنهم في تلك الحال لشدة بغض مواليهم لهم إلا مائة درهم أو نحوها فأي فخر في هذا و أما الآية فإن ابن عباس قال في تفسيرها فَأَمََّا مَنْ أَعْطىََ وَ اِتَّقىََ `وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنىََ `فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرىََ أي لأن يعود .
و قال غيره نزلت في مصعب بن عمير ـ قال الجاحظ و قد علمتم ما صنع أبو بكر في ماله و كان ماله أربعين ألف درهم فأنفقه في نوائب الإسلام و حقوقه و لم يكن خفيف الظهر قليل العيال و النسل فيكون فاقد جميع اليسارين بل كان ذا بنين و بنات و زوجة و خدم و حشم و يعول والديه و ما ولدا و لم يكن 14النبي ص قبل ذلك عنده مشهورا فيخاف العار في ترك مواساته فكان إنفاقه على الوجه الذي لا نجد في غاية الفضل مثله و لقد 14- قال 14النبي ص ما نفعني مال كما نفعني مال أبي بكر .