نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 11 صفحه : 86
قوله لك الحجة علي و لا حجة لي لأن الله سبحانه قد كلفه بعد تمكينه و إقداره و إعلامه قبح القبيح و وجوب الواجب و ترديد دواعيه إلى الفعل و تركه و هذه حجة الله تعالى على عباده و لا حجة للعباد عليه لأنه ما كلفهم إلا بما يطيقونه و لا كان لهم لطف في أمر إلا و فعله . قوله لا أستطيع أن آخذ إلا ما أعطيتني و لا أتقي إلا ما وقيتني أي لا أستطيع أن أرزق نفسي أمرا و لكنك الرزاق و لا أدفع عن نفسي محذورا من المرض و الموت إلا ما دفعته أنت عني . و قال الشاعر
لعمرك ما يدرى الفتى كيف يتقي # نوائب هذا الدهر أم كيف يحذر
يرى الشيء مما يتقى فيخافه [1] # و ما لا يرى مما يقي الله أكثر
و قال عبد الله بن سليمان بن وهب
كفاية الله أجدى من توقينا # و عادة الله في الأعداء تكفينا
كاد الأعادي فما أبقوا و لا تركوا # عيبا و طعنا و تقبيحا و تهجينا
و لم نزد نحن في سر و في علن # على مقالتنا الله يكفينا
و كان ذاك و رد الله حاسدنا # بغيظه لم ينل مأموله فينا (1) -.
قوله ع أن أفتقر في غناك موضع الجار و المجرور نصب على الحال و في متعلقة بمحذوف و المعنى أن أفتقر و أنت الموصوف بالغنى الفائض على الخلق . و كذلك قوله أو أضل في هداك معناه أو أضل و أنت ذو الهداية العامة للبشر كافة و كذلك أو أضام في سلطانك كما يقول المستغيث إلى السلطان كيف أظلم في عدلك .