نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 11 صفحه : 56
الماء و الأرض يقتضيان النزول و الهبوط وقعت الممانعة و المدافعة فلزم من ذلك وقوف الماء و الأرض في الوسط .
قالوا ثم إن النار لا تزال يتزايد تأثيرها في إسخان الماء و ينضاف إلى ذلك حر الشمس و الكواكب إلى أن تبلغ البحار و العنصر المائي غايتهما في الغليان و الفوران فيتصاعد بخار عظيم إلى الأفلاك شديد السخونة و ينضاف إلى ذلك حر فلك الأثير الملاصق للأفلاك فتذوب الأفلاك كما يذوب الرصاص و تتهافت و تتساقط و تصير كالمهل الشديد الحرارة و نفوس البشر على قسمين أحدهما ما تجوهر و صار مجردا بطريق العلوم و المعارف و قطع العلائق الجسمانية حيث كان مدبرا للبدن و الآخر ما بقي على جسمانيته بطريق خلوه من العلوم و المعارف و انغماسه في اللذات و الشهوات الجسمانية فأما الأول فإنه يلتحق بالنفس الكلية المجردة و يخلص من دائرة هذا العالم بالكلية و أما الثاني فإنه تنصب عليه تلك الأجسام الفلكية الذائبة فيحترق بالكلية و يتعذب و يلقي آلاما شديدة .
قالوا هذا هو باطن ما وردت به الرواية من العذاب عليها و خراب العالم و الأفلاك و انهدامها .
ثم نعود إلى شرح الألفاظ قوله ع فاستمسكت أي وقفت و ثبتت .
و الهاء في حده تعود إلى أمره أي قامت على حد ما أمرت به أي لم تتجاوزه و لا تعدته .
و الأخضر البحر و يسمى أيضا خضارة معرفة غير مصروف و العرب تسميه بذلك إما لأنه يصف لون السماء فيرى أخضر أو لأنه يرى أسود لصفائه فيطلقون عليه لفظ
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 11 صفحه : 56