responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 11  صفحه : 55

ليس قوله‌ تكركره الرياح منافيا للنظر الحكمي أيضا لأن كرة الهواء محيطة بكرة و قد تعصف الرياح في كرة الهواء للأسباب المذكورة في موضعها من هذا العلم فيتموج كثير من الكرة المائية لعصف الرياح .

و ليس قوله ع‌ و تمخضه الغمام الذوارف صريحا في أن السحب تنزل في البحر فتغترف منه كما قد يعتقد في المشهور العامي نحو قول الشاعر

كالبحر تمطره السحاب و ما لها # فضل عليه لأنها من مائه.

بل يجوز أن تكون الغمام الذراف تمخضه و تحركه بما ترسل عليه من الأمطار السائلة منها فقد ثبت أن كلام 1أمير المؤمنين ع موجه إن شئت فسرته بما يقوله أهل الظاهر و إن شئت فسرته بما يعتقده الحكماء .

فإن قلت فكيف قال الله تعالى‌ أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ كََانَتََا رَتْقاً فَفَتَقْنََاهُمََا و هل كان الذين كفروا راءين لذلك حتى يقول لهم‌ أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا .

قلت هذا في قوله اعلموا أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما كما يقول الإنسان لصاحبه أ لم تعلم أن الأمير صرف حاجبه الليلة عن بابه أي اعلم ذلك إن كنت غير عالم و الرؤية هنا بمعنى العلم .

و اعلم أنه قد ذهب قوم من قدماء الحكماء و يقال أنه مذهب سقراط إلى تفسير القيامة و جهنم بما يبتني على وضع الأرض على الماء فقالوا الأرض موضوعة على الماء و الماء على الهواء و الهواء على النار و النار في حشو الأفلاك و لما كان العنصران الخفيفان و هما الهواء و النار يقتضيان صعود ما يحيطان به و العنصران الثقيلان اللذان في وسطهما و هما

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 11  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست